الثلاثاء، 19 أبريل 2011

تطوير وسائل النقل العام المختلفة بالقاهرة





كشف المهندس صلاح فرج رئيس هيئة النقل العام عن خطة لتطوير وسائل النقل العام المختلفة بالقاهرة لإحداث انفراجة حقيقية لأزمة المرور في شوارع العاصمة وقال أن الازمة سوف تخف تدريجياً وتنتهي في عام 2012 مع افتتاح الخط الثالث للمترو الذي يصل الي القاهرة الجديدة ومع الانتهاء من عملية تطوير ترام مصر الجديدة واستبدال (4) آلاف اتوبيس قديم بأخري حديثة تعمل بوقود صديق للبيئة، فضلا عن تطوير وسائل النقل النهري من خلال خطة تم طرحها عالمياً لشراء اتوبيسات جديدة لتسييرها في النيل من القناطر الخيرية حتي منطقة التبين بحلوان وتتضمن عملية التطوير شراء اتوبيسات جديدة هي الأولي من نوعها في العالم। واكد فرج أن نحو 12 مليون راكب يومياً يستقلون وسائل النقل العام و4 ملايين يستقلون وسائل نقل عشوائية وقال أن الهيئة تخسر عشرة ملايين جنيه سنوياً في الاتوبيس النهري وتكسب 150 مليون من اتوبيس هيئة النقل العام॥وفيما يلي نص الحوار:

ـ كيف تسير خطط حل مشكلة المرور بالقاهرة من خلال الاتوبيسات الجديدة المكيفة لنقل الركاب بدلاً من الاتوبيسات القديمة المتهالكة والملوثة للبيئة؟
ـ ـ فيما يتعلق بأتوبيسات هيئة النقل العام فقد وضعنا لها خطة تطوير من قبل وقد وافق عليها رئيس الوزراء عام 2008 وبدأنا تنفيذها بالفعل علي ارض الواقع منذ الشهر الماضي بتسيير عدد من الاتوبيسات الحديثة التي تعمل بنوع من الوقود غير ملوث للبيئة وسوف نستمر بالدفع بأعداد متزايدة من هذه النوعية من الاتوبيسات في شوارع القاهرة كل فترة واخري ولمدة عامين قادمين وعندها سوف نكون قد نجحنا في استبدال الاتوبيسات القديمة بأخري حديثة يصل عددها لما يزيد علي (1200) أتوبيس وهي وسائل نقل جماعي علي أعلي مستوي تشجع المواطنين باستخدامها بدلاً من استخدام سياراتهم الخاصة الشيء الذي يمكن أن يسهم في انسياب الحركة المرورية عندما نتمكن من الحد من استخدام السيارات الخاصة ويستطرد قائلاً: لدينا اتفاق مع إحدي الشركات الصينية لصناعة السيارات من اجل تجريب اتوبيس صيني حديث يعتبر الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط ويعمل بنظام حديث طبقا لأحدث النظم العالمية في صناعة السيارات حيث يعمل بالسولار أو الغاز أثناء تشغيله في البداية أو اثناء السرعات البطيئة وبعدها يغير اتوماتيكاً نظام عمله ليعمل بالكهرباء وهذا النوع من التشغيل صديق للبيئة بشكل خالص فضلاً عن قلة الاستهلاك وسوف نستقبل خلال الايام القليلة القادمة أحد هذه الاتوبيسات كهدية لتجريبه وهو يتسع لــ (45) راكباً ولو حقق نجاحاً في شوارعنا فإننا لن نشتريه من الشركة الصينية ولكن سوف نتفق معها علي عمل شراكة لإنتاجه في مصر وبعدها نأخذ منه كفايتنا في السوق المصرية ونصدر الباقي.
ـ ـ وهل هذه النوعية من السيارات سوف يتم تجريبها فقط في مصر دون البلدان الأخري أو المدن المزدحمة سكانيا؟
ـ لو أننا جربناها في مصر وحصل صاحب المصنع علي إفادة من هيئة النقل العام بالقاهرة بنجاح عمل هذه السيارة في القاهرة فأنهم بهذه الافادة يمكن أن يبيعوا أعدادا كبيرة من هذه النوعية من السيارات لبلدان في الشرق الأوسط واوروبا ولما أخذنا نوعية من السيارات من احدي الشركات استطاعت هذه الشركة ان تسوق سياراتها في لندن وهونج كونج ونيجيريا والكويت والسعودية لأن الهيئة لديها خبرات عالمية في مجال صناعة وادارة واختبار السيارات بل ولدينا خطوط إنتاج عالمية لتجديد السيارات.
3 ملايين راكب يومياً
ـ ـ لكن لماذا تأخر هذا التطوير كل هذه المدة والهيئة تدرك أن الاتوبيسات القديمة تعمل منذ 25 سنة بالوقود الملوث للبيئة وتنقل أعداداً بالملايين من الركاب يومياً؟
ـ هيئة النقل العام تنقل يومياً 3.2مليون راكب من خلال وسائل النقل التابعة للهيئة وتشمل الترماي ومراكب النقل النهري والاتوبيس الذي ينقل 86 بالمائة من هذا العدد ووسائل هيئة النقل العام تخدم المحافظات المجاورة لمحافظة القاهرة التي تمثل مركز إنطلاق هذه الوسائل باتجاه المحافظات الاربع الأخري المجاورة وهذا مايجعل المواطن يشعر بالزحام المروري الشديد في شوارع القاهرة
ويضيف: صحيح ان العمر الافتراضي لأتوبيسات هيئة النقل العام البالغ عددها 3 آلاف اتوبيس و(800) ميني باص أنقضي عمرها الافتراضي ومضي عليها نحو 25 عاما وقانون المرور ينص علي عدم استخدام سيارات الخدمة الشاقة لأكثر من 20 عاماً وهذا مادفع الهيئة لوضع خطة لإخراج هذه السيارات القديمة واستبدالها بأخري حديثة علي مراحل، بدأنا بإنزال 200 اتوبيس منها الشهر الماضي وفي يوليو القادم سوف نضيف 300 أتوبيس أخري وهكذا حتي يصل للعدد المطلوب خلال عامين
ـ ـ ماهي حسابات المكسب والخسارة في عملية استبدال الأتوبيسات؟
ـ سوف نحقق مايزيد علي 150 مليون جنيه سنوياً وتحد من تلوث البيئة حيث أن اتوبيس الهيئة الجديد يعمل بوقود صديق للبيئة ويستهلك 38 لتراً لكل مائة كيلو متر بينما الاتوبيس القديم يعمل بالسولار المضر بالبيئة ويستهلك 62 لتراً لكل مائة كيلو متر.
120 مليون جنيه وقودا سنوياً
وكنا ندفع (120) مليون جنيه سنويا ثمناً لوقود السيارات القديمة الآن سوف نوفر منها 40 مليون جنيه ومبلغ الـ (120) مليون جنيه ثمن السولار الذي تستخدمه هذه الاتوبيسات في حالة دعم الحكومة المخصص للسولار حيث كنا ندفع 110 قروش ثمناً للتر السولار الواحد مع الدعم لكن سعره الحقيقي والعالمي (350) قرشاً واستخدام وقود غير السولار في الاتوبيسات الجديدة سوف يوفر للدولة قرابة الــ(200) مليون جنيه ويدر علي الهيئة دخلاً قدره (40) مليون جنيه فيما يتعلق بالوقود فقط سنوياً بالإضافة الي الحد من الانبعاثات الضارة بالبيئة وتوفير وسيلة حضارية لانتقال الركاب قد تغريهم بعدم استخدام سياراتهم الخاصة في التنقل بشوارع القاهرة علاوة علي أننا قد ضمنا عدم تعطل هذه الاتوبيسات في الشوارع كما كان يحدث مع الاتوبيسات القديمة وإحداث نوع من الارتباك المروري.
تخسر (70) مليون جنيه بسبب الزحام
ـ ـ الارتباك المروري والزحام في شوارع القاهرة يصيب المواطن بنوع كبير من الضرر فهل يمكن أن يقع ضرر ماعلي الهيئة جراء هذا الزحام؟
ـ طبعاً..بدل مايعمل اتوبيس هيئة النقل العام عشرة ادوار في اليوم يعمل أقل بسبب الزحام فنفقد نصف الايراد اليومي..والعام الماضي كان من المفترض أن تحقق اتوبيسات الهيئة مكسباً قدره (350) مليون جنيه لكننا حققنا (280) مليوناً فقط بسبب الزحام
ـ ـ لكن سيارتكم القديمة كانت سبباً رئيسياً في حدوث هذا النوع من الزحام؟
ـ نعم بسبب كثرة اعطالها في الشوارع لأن قطع غيارها كانت غير موجودة ومكلفة وتأخذ الكثير من جهد العمال لكن الجديدة لاتتعطل فلا تربك حركة المرور وقطع غيارها موجودة
16 مليون راكب في القاهرة
ـ ـ وهل تعتقد أن اتوبيسات الهيئة الجديدة سوف تحد من زحمة التوك توك والميكروباص وسيارات شركات النقل الجماعي وغيرها من وسائل الانتقال الاخري وكلها تعمل بوقود ملوث للبيئة؟
ـ ينتقل من القاهرة الكبري يومياً قرابة 16 مليون راكب عن طريق استخدام وسائل الانتقال المختلفة حيث تسهم وسائل هيئة النقل العام بنقل (3.2) مليون راكب ومترو الانفاق (3) ملايين راكب وشركات النقل الجماعي (800) ألف راكب والميكروباص (5) ملايين راكب وبقية الركاب وعددهم (4)ملايين راكب يستخدمون وسائل انتقال عشوائية مابين سيارات رحلات وتوك توك وغيرها.
ويضيف المهندس صلاح فرج : هذه الوسائل انتشرت لعدم وجود البديل المحترم ونحن لانقدر علي القضاء علي هذه الوسائل العشوائية إلا بتوفير هذا البديل وبتعريفة معقولة ثم نترك الاختيار للراكب
ـ ـ كم عدد السيارات التي تعمل بالغاز الطبيعي في الهيئة الآن؟
ـ نحو 125 سيارة وتعاقدنا علي 80 سيارة أخري سوف يتم تسلمها قبل نهاية هذا العام.
ـ ـ لكن لديكم (4) آلاف سيارة؟
ـ سوف نستبدلها بسيارات من هذا القبيل ولكن خلال سنتين.
ـ ـ رغم أن لديكم خطوط إنتاج عالمية لتجديد سيارات الهيئة الا انه ليس لديكم خطوط انتاج سيارات للهيئة فما السبب برأيك؟
ـ لقد حصلنا مؤخرا علي موافقة لتصنيع اتوبيس والآن نبحث عن شريك ونحن لدينا الخبرة والامكانيات والعمالة ونحتاج فقط لمن يأتي لنا بالشاسيهات واللازم من المستورد ونحن علينا المكون المحلي والعمالة نحن لم ننتج في الفترة السابقة ونشاطنا كله تجديد اسطول سيارات الهيئة البالغة (4) آلاف سيارة وكان لزاما علينا تجديد (80) سيارة شهريا.
ـ ـ لكن التجديد مكلف وقد يكون من الأفضل شراء سيارة جديدة بدلا من الانفاق علي سيارة متهالكة؟
ـ لما تزيد السيارة علي حد معين في الخدمة يبقي صيانتها تزيد علي (50) بالمائة من ثمنها وفي هذه الحالة فمن الأفضل عدم صيانتها واشتري بدلا منها سيارة جديدة.
تطوير ترام مصر الجديدة
ـ ـ وترام مصر الجديدة وغيره من الترامات الموجودة في المحافظات المجاورة مثل ترام حلوان هل ستبقي بلا تطوير؟
ـ خطط التطوير التي وضعتها الهيئة تشمل تطوير الترام ووسائل النقل النهري ايضا.
ـ ـ كيف؟
ـ وضعنا خطة لتطوير ترام مصر الجديدة حيث انه لم يحدث اي تطوير لشبكة هذا الترام البالغ طولها (90) كيلومترا منذ 30 عاما تقريبا حيث لم يحدث اي نوع من الاحلال للشبكة ولا السكة ولا حتي مقطورات وعربات الترام واحدث ترام يعمل الآن موديل 1988 ومطلوب تطويرة وليس الاستغناء عنه لأن الاتوبيس الجديد يتسع لـ(100) راكب بينما عربة الترام تتسع لـ(300) راكب وعلاوة علي ذلك فالترام صديق للبيئة ولا يشكل عائقا للمرور ولكن المشكلة ان ثمن الترام الواحد المكون من عربتين (30) مليون جنيه.
ـ ـ مكلف جدا.. لكن كيف سيتم التطوير؟
ـ سوف نأتي بـ"سوبر ترام جديد" ونقوم بتطوير السكة والشبكة ونستخدم الموجة الخضراء في الاشارات فنحصل علي السرعة المطلوبة من الترام وقد وضعنا خطة لهذا التطوير سوف يتم تنفيذها علي خمس مراحل وتبدأ مع بداية العام القادم حيث تمت الترسية علي احدي الشركات وقد وافق رئيس الوزراء علي خطة التطوير التي تنتهي بالتزامن مع بداية افتتاح الخط الثالث لمترو الانفاق عام 2012 وسوف يؤدي ذلك إلي القضاء علي الاختناقات المرورية وقد طلبت هيئة المجتمعات العمرانية مد خط مترو الانفاق لمسافة 27 كيلومترا لخمسة تجمعات في القاهرة الجديدة وتمت الموافقة عليها وطرحنا ذلك في مناقصة لوضع التصميم الأمثل لهذا المسار ورسا العطاء علي شركة هولندية ومحطة كلية البنات سوف تكون من المحطات الرئيسية للخط الثالث لمترو الانفاق وتشملها خطة تطوير الترام وبذلك فإن من يرغب في الذهاب للقاهرة الجديدة عليه ان يستقل الترام من محطة رمسيس حتي كلية البنات ومنها يستقل مترو الانفاق حتي القاهرة الجديدة.
ويضيف المهندس صلاح فرج: سوف تأتي بـ(30) قطار سوبر ترام في إطار هذا التطوير وسوف تكتمل عمليات الإحلال لأتوبيسات هيئة النقل العام مع بداية عمل الخط الثالث لمترو الانفاق وذلك سوف يؤدي لحل مشكلة المرور ويقضي علي الاختناقات التي تشعربها الآن وسوف يلمس المواطن تطورا في هذا الصدد.
النقل النهري
ـ ـ وماذا عن عملية تطوير النقل النهري التي أشرت إليها في بداية حديثك؟
ـ ايضا عملية تطوير النقل النهري سوف تسهم في حل مشكلة المرور بالقاهرة ونحن لم نستغل بعد نهر النيل في النقل طوليا علي الرغم من ان بلدانا اخري لديها انهار أقل من نهر النيل طولا وتستغلها في النقل ونحن الآن لدينا (15) مرسي فقط علي نهر النيل ونستخدمها كمعابر من القناطر الخيرية حتي منطقة ماسبيرو ووحدات النقل التي تعمل عليها قليلة وبعضها موديل 1982 وخمسة منها موديل 2003 وهي التي يتم استغلالها طوليا وهذه الاتوبيسات النهرية ثمنها مكلف للغاية حيث يصل ثمن الواحد منها لقرابة 3 ملايين جنيه.
ونحن نريد تطوير الاتوبيس النهري بما يضمن ان تصبح سرعته (32) كيلومترا وزمن تقاطره (15) دقيقة ونحن نحتاج لـ(30) اتوبيسا ثمنها يصل لما يزيد علي 75 مليون جنيه ولذلك من المفترض ان يدخل معنا القطاع الخاص ليشاركنا في شراء هذه الاتوبيسات ونحن ندخل مشاركة بالورش والمراسي والعمال حسب اللوائح وتحدد لذلك تعريفة لا تزيد علي تعريفة المترو.
10 ملايين جنيه خسارة
ـ ـ وهل يحقق الأتوبيس النهري عائدا لكم؟
ـ التذكرة الآن بـ(25) قرشا والاتوبيس النهري يكلفنا سنويا خسائر (10) ملايين جنيه ولو أننا دخلنا في شراكة مع القطاع الخاص حتي دون ان نحصل منه علي شيء نكون قد وفرنا الـ(10)ملايين التي نخسرها سنويا وقد طرحنا هذا المشروع علي القطاع الخاص واشتري كراسة الشروط للدخول معنا في شراكة حتي الآن اربع شركات وهذه هي المرحلة الأولي من عملية تطوير النقل في النهر.
من القناطر للتبين
ـ ـ وما هي تفاصيل مرحلة التطوير التي تلي هذه المرحلة بالنسبة للنقل النهري؟
ـ حصلنا علي موافقة جميع الجهات لانشاء (15) مرسي جديدا علي النيل تبدأ من مصر القديمة وتنتهي بمنطقة التبين بحلوان وبمسافة 27 كيلومترا وبعدها يصبح المسار لهذه الاتوبيسات من القناطر حتي التبين بمسافة 54 كيلومترا وهذه هي المرحلة الثانية من التطوير وهي تخدم محافظات القاهرة الكبري الخمس (القاهرة والقليوبية والجيزة و6 أكتوبر وحلوان).
وسوف تطرح المرحلة الثانية وطرحنا إعلانا في الصحف المصرية والاجنبية لجذب مستثمرين مصريين واجانب للمشاركة معنا في هذه المرحلة من التطوير وسوف تأتي بأتوبيسات سريعة تجتذب قرابة (30) بالمائة من الركاب ولا نرحب إلا بالشريك المؤهل الكفء.
وفي نهاية حديثة اكد المهندس صلاح فرج ضرورة دعوة ركاب وسائل هيئة النقل العام للحفاظ عليها لأن عبث مستخدمي هذه الوسائل يكلف الهيئة سنويا خسائر تبلغ 16 مليون جنيه في صورة إصلاحات للمقاعد وقال إن ما يزيد علي (40) ألف عامل يحصلون علي رواتب شهرية من عملهم بوسائل هيئة النقل العام ومن العيب العبث بها لأنها (تفتح 40 ألف بيت).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق